قوة السرد القصصي للعلامات التجارية.. أحد أسرار نجاح العلاقات العامة
يُنسَب نجاح العلاقات العامة إلى مجموعة من العناصر الجوهرية التي تضفي عليها صفة الديناميكية.لكن، يبقى السرد القصصي دومًا عنصرًا محوريًا في إكسابها هذه الحيوية. وفي حين يمكن للحقائق والأرقام إيصال رسائل معينة، فإن سردها على شكل قصة هو ما يُلهم حقًا، ويجتذب انتباه الجمهور ويحفّزه على التفاعل معها. في هذا المقال، سنستعرض قوة السرد القصصي في العلاقات العامة، ونستكشف أثره في إحداث تحوُّل نوعي على استراتيجيتك في التواصل.
يُنسَب نجاح العلاقات العامة إلى مجموعة من العناصر الجوهرية التي تضفي عليها صفة الديناميكية.لكن، يبقى السرد القصصي دومًا عنصرًا محوريًا في إكسابها هذه الحيوية. وفي حين يمكن للحقائق والأرقام إيصال رسائل معينة، فإن سردها على شكل قصة هو ما يُلهم حقًا، ويجتذب انتباه الجمهور ويحفّزه على التفاعل معها. في هذا المقال، سنستعرض قوة السرد القصصي في العلاقات العامة، ونستكشف أثره في إحداث تحوُّل نوعي على استراتيجيتك في التواصل.
أفضلية السرد
من الأساطير القديمة،إلى حملات العلامات التجارية الحديثة، اجتاز السرد القصصي اختبار الزمن بوصفه تجربة إنسانية عالمية. القصص تثير العواطف، وتخلق روابط، وتجعل المعلومات العادية أكثر قابلية للتذكُّر. هذا ما يقود إلى التفكير في الآتي: قد تتلاشى الحقائق والبيانات في زحمة الذاكرة على المدى الطويل، غير أن القصص تبقى حاضرةً، ويستطيع الدماغ البشر ياستدعاءها بقوة تزيد على 22 مرة من قوة استعادته للمعلومات[1]! وفي العلاقات العامة، فإن استثمار هذه المهارة الإنسانية الفطرية في السرد القصصي يمكنه تحويل الرسائل المعقدة إلى روايات ذات صلة وجذابة. وسواء كنت تروج لمنتج جديد، أو تدير أزمة ما، أو تدافع عن تغيير اجتماعي، ففي مقدور القصة المصاغة جيدًا أن تترك صدىً أعمق لدى جمهورك.
بناء هوية العلامة التجارية
السرد القصصي أساسي في ترسيخ العلامة التجارية وبناء هوية فريدة لها. في سوق نشِط ومليء بالمنافسين، تحتاج العلامات التجارية إلى التميز من خلال التعبير عن قيمها ورسالتها وخدماتها الفريدة عبر قصص مقنعة. ومن شأن دمج قصة علامتك التجارية وتحدياتها ونجاحاتها في نسيج استراتيجية العلاقات العامة الخاصة بك أن يخلق رواية يمكن للجمهور الارتباط بها ودعمها.
القيمة السردية في الأزمات
حياكة قصة هو أمر مثير للاهتمام، وتشكّل الخطوة الأولى فقط في تسليط الضوء على رحلة العلامة التجارية. تكاد تكون الأزمات مسألة حتمية للعلامات التجارية، إلا أن طريقة التعامل معها يمكن أن تُحدث فارقاً نوعياً لأي علامة تجارية. وهنا يأتي دور السرد القصصي. فهو لا يلعب دورًا حاسمًا في التواصل أثناء الأزمات وحسب، بل يضفي أيضًا الطابع الإنساني على العلامة التجارية،ويعزز الشفافية من خلال مشاركة قصص حقيقية عن المرونة والمسؤولية والتعافي. قد يحوّل هذا الأمر الكوارث المحتملة في العلاقات العامة إلى فرص لبناء علاقات أقوى وأكثر موثوقية.
إقناع لدعم التغيير
في مجتمعات اليوم التي يتسم أفرادها بالوعي، لم تعد العلاقات العامة تتعلق بالترويج للمنتجات فقط، بل أيضًا بدفع التغيير الإيجابي نحو الأمام. يمكن توظيف السرد القصصي كأداة لحشد دعم الجمهور، وزيادة وعيه، وإلهامه للعمل في القضايا الحرجة. وباستخدام هذه الأداة تستطيع العلامات التجارية ترسيخ صورتها في ذهن الجمهور، ما يزرع شعورًا قويًا بالتعاطف معها والارتباط بها. من خلال وضع قضيتك ضمن قالب قصصي مقنع، يمكنك تحفيز الرأي العام لدعمها، وخلق تأثير اجتماعي إيجابي.
تقنيات السرد الفعال
السرد القصصي هو عنصر حاسم في العلاقات العامة؛ لأنه فعّال في عملية إشراك الجمهور، وبناء الثقة، ونقل الرسائل بطريقة لا تُنسى. وكي يكون هذا السرد مثمراً في جذب انتباه الجمهور، لا بدّ من استخدام تقنيات متنوعة، منها:
• الأصالة:يتوق الجمهور، اليوم، إلى تجارب حقيقية. لذلك، فإن السرد الأصيل يتصف بمشاركة تجارب حقيقية وتحديات وقصص نجاح. فالأصالة القائمة على الشفافية تبني الثقة والمصداقية، وهي أساسية لمشاركة طويلة الأمد.
• استمالة العواطف: لأن العواطف من المحفّزات الجوهرية للأفعال، فمن المهم صياغة قصص تثير مشاعر الفرح أو الحزن أو الأمل عند جمهورك؛ لتحفيزه وترك أثر دائم لديه.
• تطوير الشخصيات: طوّر شخصيات رمزية، سواء كانت خيالية أو مبنية على أفراد حقيقيين؛ ليرتبط جمهورك بها وتثير تعاطفه معها، من أجل إضفاء الطابع الإنساني على علامتك التجارية.
• السرد البصري: في العصر الرقمي، المحتوى البصري هو الملك. استخدم الصور، والفيديوهات، والرسومات لتعزيز روايتك، ما يجعلها أكثر جاذبية وقابلية للمشاركة عبر المنصات.
• العناصر التفاعلية: اشرك جمهورك بشكل نشط. ادمج الاختبارات، أو الاستطلاعات، أو المحتوى المولّد من المستخدمين؛ لجعل قصصك تفاعلية.
• النشر عبر قنوات متعددة: الوصول إلى جمهورك حيثما كان. قم بتكييف محتوى السرد الخاص بك لمختلف المنصات: وسائل التواصل الاجتماعي، المواقع الإلكترونية، البودكاست، الفعاليات المباشرة؛لتعظيم مدى المشاهدة والتأثير.
القصص.. مستقبل العلاقات العامة
في ظلّ منظومة إعلامية مترابطة وتشهد تنافساً متزايداً، أمسى دمج السرد القصصي في استراتيجيات العلاقات العامة ليس مجرد ميزة فقط، بل أصبح ضرورة. ومن شأن استغلال القوة العاطفية والإقناعية للقصص مساعدة المؤسسات على تعزيز قيمة علاماتها التجارية، وإدارة المخاطر المتعلقة بالسمعة، وتقوية تأثيرها الاجتماعي الإيجابي. والأهم من ذلك كلّه، فإن امتلاك قوة السرد القصصي، يمكِّن محترفي العلاقات العامة من رفع مستوى حِرَفيتهم، وتحقيق النجاحات في أنشطة الاتصال الخاصة بهم.
[1]The Power of Storytelling in Public Relations- Allison Keith Strathmore University