العلاقات العامة والذكاء الاصطناعي.. ثورة في استراتيجيات الاتصال
تسير صناعة العلاقات العامة، كغيرها من الصناعات، باتجاه توظيف التكنولوجيا في نهج عملها بشكل أكبر؛ لتحقيق أهدافها والوصول إلى الجماهير بطريقة أكثر فاعليّة. ومن بين التقنيات المتقدِّمة التي تُستخدم حالياً، والتي أثبتت جدواها في هذا المجال، يبرز الذكاء الاصطناعي.
تسير صناعة العلاقات العامة، كغيرها من الصناعات، باتجاه توظيف التكنولوجيا في نهج عملها بشكل أكبر؛ لتحقيق أهدافها والوصول إلى الجماهير بطريقة أكثر فاعليّة. ومن بين التقنيات المتقدِّمة التي تُستخدم حالياً، والتي أثبتت جدواها في هذا المجال، يبرز الذكاء الاصطناعي.
والذكاء الاصطناعي لم يَعُدْ مجرَّدَ مفهومٍ نظريّ، بل أصبح واقعاً ملموساً يُحدث تغييرات جذريّة في آليّات عمل الصناعات المختلفة وطُرِق إنتاجها، بما في ذلك صناعة العلاقات العامة،حيث أظهر إمكانيّات هائلة في إعادة صياغة أشكال ممارسة هذه الصناعة بطرق مبتكرة وغير مسبوقة.
تعمل التقنيات المبتكرة للذكاء الاصطناعي على توفير فرص كبيرة لتحسين الأداء وتعزيز التواصل، ويمكن تلخيص هذه الفرص في النقاط الآتية:
• توليد الأفكار: يعمل الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات الضخمة المُتاحة عبر الإنترنت؛ لاستكشاف الأنماط والاتجاهات السائدة في معظم الميادين، فاتحاً المجال أمام المشاركين في جلسات العصف الذهني كي يستشرفوا خبايا الموضوع الذي يتم مناقشته، ومُوفِّراً، في الوقت ذاته، اقتراحاتٍ مبتكرةً لتطوير الأفكار، وتحفيز الإبداع.
• تحديد الجمهور المُستهدَف بدقة: تسمح التقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي بتحديد الجمهور المُستهدَف بدقة عالية، ما يزيد من فاعليّة الحملات الإعلانية ورسائلها المُراد إيصالها، ويعزِّز فرص التواصل الناجح.
• الرَّصْد في الوقت الفعليّ: يتيح الذكاء الاصطناعي إمكانيّة رَصْد المحتوى والمحادثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت في الوقت الفعليّ، ما يُمكِّن المتخصِّصين في العلاقات العامة من التفاعل السريع مع المواقف ومعالجة الأزمات بفاعليّة أكبر.
• الرُّؤى الاستشرافيّة: يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وتوقُّع التوجُّهات المستقبليّة بدقة، ما يُسهم في تطوير استراتيجيات العلاقات العامة واتخاذ القرارات الصائبة.
من شأن هذه الفرص أن تفتح آفاقاً جديدة لتحسين الأداء، وتعزيز الفاعليّة في التواصل مع مختلف شرائح الجمهور المُستهدَف. وعبر استخدام هذه التقنيات بشكل مبتكَر وفعّال، يُمكن للشركات والمؤسَّسات تحقيق نتائج إيجابيّة،وتعزيز مكانتها في سوق الأعمال. ومع ذلك، لا بدّ من الاعتراف بأنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يقدِّم فوائدَ عديدة لقطاع العلاقات العامة، إلا أنّ هناك أيضاً مشكلات وثغرات فيه قد تؤثر سلباً على العاملين في هذا القطاع الحسَّاس.
في مدوَّنتنا القادمة، سنتوقّف عند تلك المشكلات والثغرات في محاولة لتسليط الضوء عليها والتعمُّق في تفاصيلها!
-انتهى-