كيف نتغلَّب على "متلازمة المحتال" في العلاقات العامة؟
تُعْرَف "متلازمة المحتال" بأنها ظاهرة مبنيَّة على تصوّر ذاتي غير واقعي عند الأشخاص المميّزين و الناجحين؛ تصوُّر قوامه الشك وعدم اليقين بقدراتهم الذاتية وكفاءاتهم المهنية، وبأن كل ما حققوه ليس إلا محض عملياتِ "غش" أو "احتيال" قاموا بها هم أنفسهم، ما يؤثر سلباً على حياتهم المهنية والاجتماعية والشخصية. وقد تتمظهر هذه المتلازمة عند المهنيين، وبنسب متفاوتة، على شكل شعور بعدم الثقة بالنفس، أو بانعدام القدرة على التعبير عن الذات. ويُعَدُّ هذا الأمر السبب وراء كبت العديدمن الأفكار المتوهِّجة، وبقائها في أذهان مبدعيها، لتبقى أبداً طي الكتمان، ومقفلاً عليها بمفاتيح صنعتها أذهانهم وحدها!
"متلازمة المحتال" عند المهنيين
تُعْرَف "متلازمة المحتال" بأنها ظاهرة مبنيَّة على تصوّر ذاتي غير واقعي عند الأشخاص المميّزين والناجحين؛ تصوُّر قوامه الشك وعدم اليقين بقدراتهم الذاتية وكفاءاتهم المهنية، وبأن كل ما حققوه ليس إلا محض عملياتِ "غش" أو "احتيال" قاموا بها هم أنفسهم، ما يؤثر سلباً على حياتهم المهنية والاجتماعية والشخصية. وقد تتمظهر هذه المتلازمة عند المهنيين، وبنسب متفاوتة، على شكل شعور بعدم الثقة بالنفس، أوبانعدام القدرة على التعبير عن الذات. ويُعَدُّ هذا الأمر السبب وراء كبت العديد من الأفكار المتوهِّجة ، وبقائها في أذهان مبدعيها، لتبقى أبداً طي الكتمان، ومقفلاً عليها بمفاتيح صنعتها أذهانهم وحدها!
"متلازمة المحتال" في العلاقات العامة
من الشائع أن نلتقي بمهنيين ممّن يمتلكون سنوات من الخبرةوالمعرفة في مجالات تخصصهم، ولكنهم، في الوقت نفسه، يفتقرون إلى القدرة على استعراض ما لديهم من كفاءات ذاتية ونجاح مهني. وتكمن مهمتنا كمتخصصين في العلاقات العامة في تسليط الضوء على إنجازات أولئك المهنيين وخبراتهم. نحن خبراء في منح الآخرين الأدوات التي من شأنها مساعدتهم على تسويق مهاراتهم بثقة، وإعلاء أصواتهم والتأكد من وصولها إلى جمهورهم. من هنا، قد يبدو من المستغرَب أن نقع نحن أيضاً ضحية لمتلازمة المحتال؛ بل، في الواقع، إنه من الصادم أن هذه الظاهرة أصبحت شائعة بين ممارسي المهنة، لدرجة أن العديد منهم يتوجّهون إلى اجتماعاتهم حاملين معهم الكثيرمن الأفكار الإبداعية التي لا ترى النور، بل تبقى حبيسةً داخل قفصٍ صنعوا قضبانه بتشكيكهم الذاتي في ألمعية تلك الأفكار.
أسباب نشوء "متلازمة المحتال" بين ممارسي العلاقات العامة
قد يعود ظهور هذه الظاهرة بين محترفي العلاقات العامة إلى العديد من الأسباب، منها:
· تعذُّرإجراء القياس الكمي
تُصَنَّفُ مهنة العلاقات العامة من ضمن المجالات الإبداعية، وكماهي الحال مع أيٍّ من صنوف الإبداع، يكاد يكون من المستحيل قياس النجاح الذي نحققه على المستوى الكمّي. من هنا يبرز السؤال الآتي في دواخلنا: كيف لنا أن نكون واثقين من نجاحاتنا إن لم يكن لدينا طريقة لقياس هذه النجاحات؟
· الرفض
لا يوجد ممارس علاقات عامة لم يواجه الرفض خلال مسيرته المهنية،ولو لمرة واحدة. فعلى سبيل المثال، قد يكون من الصعب تجاوز التأثير السلبي الناجم عن عدم استحسان عملٍ ما أنجزه الشخص بكل حماس وكان يشعر أنه يستحق ثناءً كبيراً عليه.
· خوارزمياتالانتقائية في العلاقات العامة
في بداياتها، كانت وسائل التواصل الاجتماعي تُعتبر منصات محايدة توفر فرصة عادلة أمام الجميع لمشاركة أفكارهم. إلاأن خوارزمياتها، اليوم، أصبحت مصممة لإعطاء الأولوية لقلة مختارة. لذا، فإنه من الطبيعي أن يصعب على المحترفين الحصول على نسبة الظهور التي يطمحون إليها، في الوقت الذي يتم دفع منشوراتهم باستمرار إلى أسفل قائمة المنشورات.
عندما تصطفي وسائل التواصل الاجتماعي الأخبار التي نشاهدها، فإنها تجعل منظورنا أضيق وتقلّل من حاجتنا للتنوع. وهذا تماماً ما يحدث في عالم العلاقات العامة، والذي وصفه "مارتن فليغ"* في مقال حديث له على أنه"لعنة كاساندرا". إنها حكاية من الأساطير اليونانية عن امرأة تُدعى"كاساندرا" وُهِبَت القدرة على التنبؤ، لكن لم يصدق أحد تلك النبوءات.هذا كلّه مألوف في عالم العلاقات العامة؛ إذ حتى لو استطاع شخص موهوب أخيراً تحدّي "متلازمة المحتال" وتمكّن من التعبير عن أفكاره، فغالباً ما ترتفع أصوات أعلى من صوته، وتطغى عليه، ما يتركه أسيراً للإحباط.
التغلب على متلازمة المحتال
ربما توحي كلمة "متلازمة" إلى شيء دائم وغير قابل للتغيير. لكن، ببساطة، هذا ليس صحيحاً؛ فثمة أشياء يمكن القيام بها للتخفيف من هذه الظاهرة:
· الحصول على مؤهلات أكاديمية
سواء عن طريق الحصول على شهادة مهنية، أو السعي للحصول على عضوية أكاديمية، فإن قيام طرف خارجي بتقييم عملك والحصول على دليل ملموس على كفاءتك ومهارتك، قد يكون عاملاً مهماً للغاية في التغلّب على متلازمة المحتال.
· التخصص في مجال محدد
التخصص أمر مهم جداً، فبدلاً من أن تكون "كثير الكارات قليل البارات"، كما يقول المثل- أي تعرف الكثير من المجالات المهنية لكن لاتتقن أياً منها- حاول صقل مهاراتك في مجال واحد. فمن شأن ذلك أن يعزز ثقتك بنفسك كخبير في مجالك.
· كن مستشار العلاقات العامة لنفسك
حاول أن تعتبر نفسك عميلاً، ودرّب نفسك على تقييم موهبتك الخاصة. ما المهارات التي تميزك عن الآخرين في صناعة العلاقات العامة؟ كيف يمكنك إظهار تلك المهارات بأفضل الطرق؟
إن امتلاكك لهذه المعارف، سيمكّنك حتماً من تجاوز متلازمة المحتال التي تعاني منها، وكسر قضبان التشكيك الذاتي التي تأسرك، فيتيح لأفكارك الفرصة للانطلاق والتألق.
*فليغ، م.، 2022. لعنة كاساندرا. ذا آي سي سيتيزن (أونلاين). 23 مايو. متوفر على الموقع الإلكتروني: www.theiccitizen.com