حين يتكامل الإبداع والابتكار في العلاقات العامة.. استراتيجيات ناجحة من الإمارات
الإبداع أصبح عنصراً أساسياً في العلاقات العامة، حيث يتطلب تقديم أفكار مبتكرة للحملات التسويقية لتمييز العلامات التجارية في بيئة تنافسية. يرتكز الإبداع على استخدام التفكير المبتكر لحل المشكلات وتقديم رسائل مؤثرة تخلق روابط قوية مع الجمهور. تشمل استراتيجيات تحفيز الإبداع تقنيات مثل خرائط الأفكار، العصف الذهني العكسي، وتقنية SCAMPER، بالإضافة إلى تقمّص الأدوار. لتعزيز الإبداع، يُنصح بالتعاون، المجازفة، والتقييم المستمر للحملات لضمان تحقيق نتائج متميزة.
مع التقدّم المذهل الذي يشهده عالمنا، لم يعد الإبداع ترفاً، بل بات ضرورة لا غنى عنها في شتّى المجالات، بمافيها العلاقات العامة. يواجه المتخصّصون في هذا المجال، سواء كانوا يعملون داخل المؤسسات أو في الوكالات المتخصّصة، تحدّياً مستمراً في وضع أفكار مبتكرة لحملات ذات تأثير عميق على الجماهير، وتمنح العلامات التجارية التي يروّجون لها تفرُّداً في بيئة شديدة التنافس. لكن ما معنى ترسيخ الإبداع في العلاقات العامة؟ وكيف يمكن استغلاله لتحقيق نتائج متميزة؟
يرتكز الإبداع في العلاقات العامة على استخدام التفكير المبتكر لحل المشكلات، وتوليد أفكار جديدة، وتقديم رسائل تترك تأثيراً واضحاً. كما يتطلب الخروج عن المألوف، واستكشاف طرق جديدة لتصميم حملات فعالة. وهذا النهج لا يجذب الانتباه وحسب، بل يعزز أيضاً التفاعل ويخلق روابط أقوى مع الجمهور.
يلعب الإبداع دوراً جوهرياً في تعزيز تأثير حملات العلاقات العامة. فالحملات المبتكرة تتميز بقدرتها على إثارة انتباه الجمهور بشكل ملحوظ، وتنشيط المحادثات بين أفراده، وترك انطباعات دائمة لديهم. وتساعد هذه الحملات العلامة التجارية على التميُّز في سوق يغصُّ بالعلامات التجارية الأخرى، فضلاً عن إسهامها في تعميق الروابط مع الجمهور عبر تقديم الرسائل بأسلوب سهل وجذّاب.
ولتحفيز الأفكار الإبداعية، فإن تقنيات العصف الذهني تُعَدُّ أساسية. وفيما يأتي بعض التقنيات التي يمكن أن تساعد متخصّصي العلاقات العامة على التفكير بشكل أكثر إبداعاً:
خرائط الأفكار: تساعد هذه الأداة البصرية أفراد الفريق على استكشاف الأفكار والعلاقات بينها، ما يشجع على تبنّي نهج شامل في حل المشكلات.
العصف الذهني العكسي: بدلاً من طرح سؤال: "كيف يمكننا تحقيق هذا الهدف؟"، يمكن طرح هذا السؤال: "كيف يمكننا ضمان الفشل في تحقيقه؟" يمكن لهذه التقنية أن تكشف عن العقبات، وتمكّن من استلهام حلول غير متوقعة.
تقنية "سكامبر" SCAMPER: تتضمن طرح أسئلة؛ مثل: "ما الذي يمكننا استبداله، دمجه، تكييفه، تعديله، استخدامه، التخلص منه، أو عكسه؟"، وذلك لإعادة تصور المفاهيم الحالية.
تقمُّص الأدوار: من خلال لعب أدوار مختلفة للجمهور أو الشخصيات الخيالية، يمكن لأعضاء الفريق النظر إلى المشكلة من زوايا متنوعة، ما يفضي غالباً إلى أفكار مبتكرة.
حملات مبتكرة للعلاقات العامة في الإمارات: استراتيجيات إبداعية من أرض الواقع
شهدت الإمارات العربية المتحدة مجموعة من حملات العلاقات العامة المبتكرة التي سلّطت الضوء على حيوية وتنوع السوق في المنطقة. تعكس الأمثلة الآتية الاستراتيجيات الإبداعية والمنهجيات الفريدة التي اتبعتها العلامات التجارية الإماراتية، والتي أثبتت نجاحها ونالت استحسان جمهورها.
مشروع #MyDubai الخاص بدائرة السياحة في دبي: دعت هذه المبادرة السكان و الزوار لمشاركة تجاربهم الشخصية في دبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. حظيت الحملة بانتشار واسع، وأنتجت محتوى ضخماً من إنشاء المستخدمين، وخلقت قصةً أصيلةً موجّهة للمجتمع عن المدينة.
الاتحاد للطيران "تجربةالواقع الافتراضي المبتكرة ": قدمت الاتحاد للطيران جولة واقعية افتراضية لطائرة إيرباص A380، متيحةً للمستخدمين استكشاف الطائرة بطريقة جذابة ومبتكرة. لم يقتصر هذا الاستخدام الإبداعي للتكنولوجيا على جذب المسافرين المحتملين وحسب، بل عزز أيضاً صورة الاتحاد كشركة طيران متطورة.
"حملة 'كن هناك' لإكسبو 2020 دبي": شجعت هذه الحملة الناس من جميع أنحاء العالم على المشاركة في إكسبو 2020. من خلال دمج الوسائط التقليدية و الرقمية، بمافي ذلك المحتوى التفاعلي و الواقع الافتراضي، حققت الحملة نجاحاً لافتاً وجذبت اهتماماً عالمياً.
وفي حين تُظهر هذه الحملات البارزة براعة الإمارات في الإبداع، فإنها تُبرز أيضاً الأسس الأشمل التي تسهم في نجاح العلاقات العامة. و لتعزيز هذه الأسس، يؤكّد المتخصّصون ذوو الخبرة في هذا المجال على أهمية الاستمرار في التعلم والاستكشاف؛ لضمان استدامة الابتكار وفق مستويات عالية. لذا، فإنهم يوصون بالآتي:
التعاون: العمل مع فرق متنوعة التخصّصات يفتح آفاقاً جديدة ويحفز الإبداع.
المجازفة: يتطلّب الابتكار، غالباً، المخاطرة و استكشاف أفكار غير تقليدية.
التقييم: تقييم الأداء بعد كل حملة، و تحديد ما نجح فيها و ما يحتاج منها إلى تحسين؛ هو خطوة حيوية لتطوير استراتيجيات فعّالة في المستقبل.
تساهم هذه المنهجيات في تعزيز التفكير الابتكاري لدى المتخصصين في العلاقات العامة، و تمكينهم من تجاوز الأساليب التقليدية. و هنا بعض التقنيات التي يمكن أن تعزز التفكير الإبداعي:
التوافق مع الأهداف الاستراتيجية: تأكد من أن فكرتك الإبداعية تتماشى مع الأهداف العامة للحملة من أجل تعزيز أهميتها و تأثيرها المحتمل.
بناء رواية قوية: قم بصياغة قصة مقنعة حول فكرتك، مع التركيز على فوائدها و كيفية تحقيق النتائج المرجوة.
الاستفادة من البيانات و الرؤى: استخدم البيانات الداعمة و دراسات الحالة لتوضيح فعالية فكرتك.
الاستعداد للتحديات: توقع الأسئلة أو المخاوف المحتملة من جميع المعنيين، وكن مستعداً للتعامل معها كي تعكس إلمامك الشامل بالفكرة..
أخيراً، يُعتبر الإبداع عنصراً حيوياً لنجاح حملات العلاقات العامة. و من خلال تبني التفكير الابتكاري وتطبيقه بشكل استراتيجي، يمكن لمتخصصي العلاقات العامة إنشاء حملات لا تقتصر على تحقيق الأهداف وحسب، بل إنها أيضاً تترك تأثيراً دائماً لدى الجمهور المستهدف. استناداً إلى ذلك كله، فإن تعزيز الإبداع هو أمر أساسي لمحترفي العلاقات العامة ممّن يسعون للتفوق في هذا الميدان، سواء كان ذلك عبر استخدام تقنيات العصف الذهني، أو الاستفادة من الحملات الناجحة في الإمارات، أو رؤى الخبراء المهنيين
"انتهى"